(وَلَمّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ مّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدّقٌ لّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمّا جَآءَهُمْ مّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) { البقرة 89} .
ذكر القرآن الكريم أن أهل الكتاب كان مكتوباً عندهم زمان خروج نبي آخر الزمان بل إنهم كانوا يغيظون المشركين قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بقرب مبعثه يقولون قد أظلنا زمان نبي نتبعه ونقلتكم قتل عاد وإرم في معنى ما رواه ابن كثير في تفسيره عن قتادة.
والحق أن بعض علماء مقارنة الأديان من المسلمين قد خاضوا من قبل في هذا الموضوع وذكروا نصوصاً في الكتاب المقدس تشير في رأيهم إلى زمان خروج النبي الآخر صلى الله عليه وسلم وقد خاضوا في هذا الأمر على وجهين:
الأول: الإخبار بعلامات مجيء وزمان ليس محدداً تحديداً دقيقاً وقد أصابوا فيه.
والوجه الثاني: هو التحديد الدقيق لتاريخ الميلاد أو البعثة.
أما الوجه الأول: فلم يتعد نبوءة في العهد الجديد الأناجيل والرسائل الملحقة بها على لسان المسيح عيسى.. يتكلم فيها عن علامات مجيء المسيح المنتظر، يفسرها النصارى على أنها علامات عودة عيسى إلى الدنيا مرة أخرى. والحق أن العهد الجديد من عادته أن ينسب كل نبوءة وردت من قبل في العهد القديم التوراة عن النبي المنتظر ولم تتحقق في عيسى، ويقول سيتحقق هذا حين يعود عيسى إلى الدنيا مرة أخرى، ويسمون هذا "المجيء الثاني".. تقول النبوءة. وهي آخر حديث لعيسى مع أتباعه: "وخرج يسوع من الهيكل فدنا عليه تلاميذه، وهو سائر يستوقفون نظره على أبنية الهيكل. فأجابهم: أترون هذا كله؟ الحق أقول لكم: لن يترك هنا حجر على حجر من غير أن ينقض. وبينما هو جالس في جبل الزيتون دنا منه تلاميذه فانفردوا به وسألوه: قل لنا متى تكون هذه الأمور وما علامة مجيئك ونهاية العالم؟ فأجابهم يسوع: إياكم أن يضلكم أحد. فسوف يأتي كثير من الناس منتحلين اسمي يقولون: أنا هو المسيح ويضلون أناساً كثيرين. وستسمعون بالحروب وبإشاعات عن الحروب فإياكم أن تفزعوا، فلا بد من حدوثها، ولكن لا تكون النهاية عندئذ. فستقوم أمة على أمة، ومملكة على مملكة، وتحدث مجاعات وزلازل في أماكن كثيرة. وهذا كله بدء المخاض. وستسلمون عندئذ إلى الضيق وتقتلون، ويبغضكم جميع الوثنيين من أجل اسمي.
فيغير أناس كثيرون ويسلم بعضهم بعضاً ويتباغضون. ويظهر كثير من الأنبياء الكذابين ويضلون أناساً كثيرين. ويزداد الإثم، فتغتر المحبة في أكثر الناس. والذي يثبت إلى النهاية فذاك الذي يخلص. وستعلن بشارة الملكوت هذه في المعمورة كلها شهادة لدى الوثنيين أجمعين، وحينئذ تأتي النهاية. فإذا رأيتم المخرب الشنيع الذي تكلم عليه النبي دانيال قائماً في المكان المقدس ليفهم القارئ، فليهرب إلى الجبال من كان عندئذ في اليهودية. ومن كان على السطح فلا ينزل ليأخذ ما في بيته. ومن كان في الحقل فلا يرتد إلى الوراء ليأخذ ردائه. الويل للحوامل والمرضعات في تلك الأيام. صلوا لئلا يكون هربكم في الشتاء أو في السبت.فستحدث عندئذ شدة عظيمة لم يحدث مثلها منذ بدء الخليفة إلى اليوم، ولن يحدث. ولو لم تقصر تلك الأيام، لما نجا أحد من البشر. ولكن من أجل المختارين، ستقصر تلك الأيام. فإذا قال لكم عندئذ أحد من الناس: ها هو ذا المسيح هنا، بل هنا، فلا تصدقوه. فسيظهر مسحاء دجالون وأنبياء كذابون، يأتون بآيات عظيمة وأعاجيب حتى إنهم يضلون المختارين أنفسهم لو أمكن الأمر. فها إني قد أنبأتكم. فإن قيل لكم: ها هو ذا في البرية فلا تخرجوا إليها، أو ها هو ذا في المخابيء فلا تصدقوا.
وكما أن البرق يخرج من المشرق ويلمع حتى المغرب، فكذلك يكون مجيء ابن الإنسان. وحيث تكون الجيفة تتجمع النسور. وعلى إثر الشدة في تلك الأيام، تظلم الشمس والقمر لا يرسل ضوءه وتتساقط النجوم من السماء وتتزعزع قوات السماء وتظهر عندئذ في السماء آية ابن الإنسان. فتنتحب جميع قبائل الأرض، وترى ابن الإنسان آتياً على غمام السماء في تمام العزة والجلال. ويرسل ملائكته ومعهم البوق الكبير، فيجمعون. من التينة خذوا العبرة: فإذا لانت أغصانها ونبتت أوراقها علمتم أن الصيف قريب وكذلك أنتم إذا رأيتم هذه الأمور كلها فاعلموا أن ابن الإنسان قريب على الأبواب. الحق أقول لكم: لن يزول هذا الجيل حتى تحدث هذه الأمور كلها !؟ السماء والأرض تزولان، وكلامي لن يزول. فأما ذلك اليوم وتلك الساعة، فما من أحد يعلمها، لا ملائكة السماوات ولا الابن إلا الأب وحده". إنجيل متى 24:1 – 27.
آثرنا إلا أن نذكر هذه النبوءة بتمامها لأهميتها وتفردها – وهي كما ترى تشير إلى علامات مجيء "ابن الإنسان" صاحب "ملكوت السماء" الذي أشار إليه النبي دانيال في سفره في العهد القديم "التوراة" وقد ذكرنا من قبل أن العهد الجديد يحول كل نبوءة في العهد القديم عن نبي آخر الزمان لتتطابق مع المسيح عيسى ابن مريم.
وهذه العلامات هي:
1- هدم هيكل سليمان
2- ظهور أنبياء كذبة.
3- قيام الحروب.
4- حدوث مجاعات وأوبئة وزلازل وبراكين.
5- اضطهاد الأمم لأتباع المسيح عيسى.
6- انتشار الإنجيل.
7- حدوث رجسة الخراب التي أنبأ عنها "دانيال" في سفره في التوراة [1]
قبل أن نغوص قليلاً في شرح هذه العلامات، يجب أن نعلم أن تفسيرها عند النصارى لن يتعدى اثنين، الأول: هو تأسيس ملكوت السماء وهو عندهم في اليوم الخمسين من صعود المسيح، وهذا ينقضه أن كل هذه العلامات لم تحدث قبل اليوم الخمسين. ولعل الدافع لهذا التفسير عندهم هو آخر علامة لن يزول هذا الجيل. أما التفسير الثاني: فهو كما أسلفنا الإشارة إلى المجىء الثاني للمسيح، وهذا ينقضه قوله "لن يزول هذا الجيل حتى تحدث هذه الأمور" لأن هذه أحداث تستغرق عقوداً بل قروناً من السنوات ولم يأت المسيح بظنهم بعد.
- أول هذه العلامات: "لن يترك هنا حجر على حجر" فيشير إلى هدم الهيكل هيكل سليمان وقد حدث على يد "تيتوس" ثم "ادريانوس" الرومانيين عام 90 ثم 135 ميلادياً.
- العلامة الثانية: ظهور أنبياء كذبة. وقد حدث هذا، حيث يذكر المؤرخ اليهودي الشهير "يوسيفوس" – في كتابه الذي أنهاه في نهاية القرن الأول الميلادي–"ثوداس" الذي ادعى ذلك لنفسه وقد ذكره أيضاَ "لوقا" في سفر الأعمال، كما ذكر لوقا أيضاً "مدعى آخر هو" يهوذا الجليلي". ثم ظهر بعد ذلك بزمان كل من "مونتانوس" و "ماني" وقد ادعى كل منهما أنه "الفاراقليط" المعزي الذي ذكره يوحنا في إنجيله.
- العلامة الثالثة:حدوث حروب، وقد حدثت ثورات يهودية أخمدتها روما تماماً بحربين عامي سبعين و 13م.
- العلامات اللاحقة:حدوث مجاعات وأوبئة وزلازل ثم اضطهاد الأمم لأتباع المسيح ثم انتشار الإنجيل لعله يقصد انتشار ملكوت السماء الذي هو المملكة الإلهية أي مملكة آخر الزمان كل هذا قد حدث.
- أما علامة "رجسة الخراب" أو المخرب الشنيع في المكان المقدس، فلعل أقرب ما فسر به عند النصارى هو إقامة مذبح لأحد آلهة الروم الوثنيين في الهيكل بعد هدمه، وقد حدث.
- أما الوجه الثاني في الإخبار بعلامات زمان خروج النبي صلى الله عليه وسلم في كتب أهل الكتاب – عند الكتّاب المسلمين – وهو التحديد الدقيق في "الكتب القانونية أي "الكتاب المقدس" عند الكتاب المسلمين فالحق أن فيه بعض المبالغات، الإسلام ليس مضطراً لها.
· أما ذلك التحديد الدقيق لهذا الزمان فلا نجده إلا في كتب أخرى قديمة لا تطبع كثيراً ولا يهتم بها إلا المتخصصون، بعضها لم نجده إلا متأخراً جداً أواسط القرن العشرين. هذه الكتب يعتد بها تماماً عند أهل الكتاب وإن لم يتعبد بها فهم مكتشفوها وحائزوها ولم يدع منهم مدع أنها قد دست عليهم من غيرهم.
· = ومن فضل الله علىّ أن يسّر لي قراءة كتاب من كتب سوديبيجرافا Pseudepigrapha" ل[2] اسمه "رؤيا إبراهيم" Apocalypse Of Abrahamكتب هذا الكتاب في القرن الأول أو الثاني الميلادي [3] ، رغم ذلك أقدم مخطوطاته تعود للقرن الرابع عشر الميلادي [4] ولم يعرف في الأوساط العلمية إلا في القرن الحادي عشر أو الثاني عشر أي أنه ظل مجهولاً لما لا يقل عن عشرة قرون [5] ولا يوجد له سوى ترجمة واحدة أي نص واحد باللغة السلافية [6] فلا يعقل مثلاً أن يقول قائل أن محمدا صلى الله عليه وسلم تحصل على نسخة من هذا الكتاب قبلنا وأدرك تلك الصدفة وذلك التطابق بينه وبين الشخصية صاحبة النبوة فاعتزم ادعاء النبوة !!.
...... يحكى هذا الكتاب قصة معراج لنبي الله إبراهيم حيث رأى فيما رأى أحفاداً له يعبدون أصناماً داخل هيكل عظيم وله جمال المعبد السماوي القائم تحت عرش الله "البيت المعمور" يقدمون لها ذبائح بشرية [7]. ونتيجة لهذه الجريمة ينتقم الله منهم ببعثه عليهم جيشاً من الوثنيين يحرقون هذا المعبد ويقتلون بعضه بعض أحفاد إبراهيم ويأسرون الباقين[8]. ثم يخرج الله في الساعة الثانية عشر الساعة تمثل قرنا من الزمان كما ذكر الفصل 28 من هذه الحادثة رجلاً من نسل إبراهيم وفي نفس الوقت من وسط الوثنيين يعيد السادة للموحدين. يهان ويضرب في أول الأمر من الوثنيين ثم يثقون فيه ويعزرونه. وسوف يتبعه بعض أبناء إبراهيم ويهينه ويضربه بعضهم أيضاً [9]... وهو محرر أبناء إبراهيم من الوثنية[10]
لا جدال أن هذه القصة تتحدث عن النبي المنتظر الذي يظهر في الساعة الثانية عشرة أي القرن الثاني عشر بتفسير الكتاب نفسه من تاريخ خراب شامل لليهود فما هو هذا الخراب؟ ومتى حدث؟
صورة لكتاب سوديبيجرافا
أمامنا ثلاثة احتمالات:
1- سقوط السامرة ومملكة إسرائيل الشمالية في يد شملنأسر ملك آشور وسبى أهلها. سفر الملوك الثاني. الإصحاح 16- الكتاب المقدس.
2- سقود اورشليم القدس نفسها في يد "نبوخذنصر" ملك بابل وسبى أهلها أيضاً نتيجة عبادتهم الأوثان وتقديم القرابين بل والذبائح البشرية لها, فيدخل ذلك الملك أورشليم ويهدم هيكل اليهود ويقتل بعضهم ويسبى الآخرين- هذه الحادثة من أهم الأحداث في تاريخ اليهود – سفر الملوك الثاني. الإصحاح 21-25.
"وبنى الملك منسى في دارى هيكل الرب مذابح لكل كوكب السماء. وأجاز ابنه في النار ... ونصب تمثال "عشتاروت" الذى صنعه في الهيكل.. فارتكبوا بنو إسرائيل ما هو أقبح مما ترتكبه الأمم التى طردها الرب. إصحاح 21:5 – 9 .. وأضل يهوذا فجعله يأثم بعبادة أصنامه، لذلك يقول الرب إله إسرائيل: ها أنا أجلب شراً على أورشليم ويهوذا .. وأمسح أورشليم من الوجود .. وأنبذ بقية شعبي وأسلمهم إلى أيدي أعدائهم، فيصبحون غنيمة وأسرى لهم.. إصحاح 21:11-15 ...ثم تذكر التوراة ستة ملوك بعد "منسي" واحد فقط منهم "عمل ما هو صالح في عيني الرب"، أما الخمسة الباقون فكل واحد "ارتكب الشر في عين الرب" وتبعهم الشعب فكانت النتيجة التي تنبأت بها التوراة "وفي اليوم .. من حكم الملك" نبوخذنصر" ملك بابل، قدم "نبوزرادان" قائد الحرس الملكي من بابل إلى أورشليم وأحرق الهيكل .. وكل منازل العظماء، وهدمت جيوش الكلدانيين ... جميع أسوار أورشليم وسبى " نبوزرادان " بقية الشعب واستولوا أيضاً على القدور والرفوش والمقاص والصمود وجميع آنية النحاس التي كانت تستخدم في الهيكل أصحاح 25: 8-14.
3- الاحتمال الثالث هو تدمير الهيكل على يد الرومان وحرثه في القرن الأول والثاني الميلادي. وهذه الحادثة أيضاً من أهم الأحداث في تاريخ اليهود.
أما الاحتمال الأول فيرفض لأنه لم يهدم فيه الهيكل كما ذكرت هذه النبوءة وأما الاحتمال الأخير فيرفض أيضاً لأنه لم يحدث نتيجة عبادة اليهود للأوثان.
لم يبق أمامنا سوى الاحتمال الثاني لأنه الوحيد الذي حقق جميع الشروط. إذ حدث نتيجة عبادة الأوثان وتقديم الذبائح البشرية لها. وكذلك حدث فيه السبي وهدم الهيكل العظيم. وهذا ما تقوله التوراة أيضاً عقب عبادة بني إسرائيل للأصنام في عهد الملك "منسى" ملوك ثاني:11:21-15.
يبقى أمامنا الجزء الثاني من السؤال؟ متى حدث ذلك الخراب ؟ لم يذكر أي كتاب من كتب تاريخ اليهود والتوراة تاريخاً غير القرن السادس قبل الميلاد[11].
ومن المعروف تماماً أن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم قد ولد عام 570 أو 571 ميلادياً، أي في القرن السادس الميلادي.
والغريب أن بقية الصفات التي ذكرتها النبوءة تتطابق تماماً مع صفاته عليه الصلاة والسلام إذ أنه صلى الله عليه وسلم خرج من وسط المشركين وهو من نسل إبراهيم ثم أهانه العرب المشركون ثم اتبعوه. وقد أتبعه بعض أبناء إبراهيم العرب أبناء إسماعيل وبعض اليهود من أبناء إسحاق ورفضه وأهانه بعض أبناء إبراهيم اليهود. كما أنه صلى الله عليه وسلم هو محرر أبناء إبراهيم من الوثنية، بل إن التاريخ بطوله لم يشهد محرراً للبشرية كلها من الوثنية مثل "محمد صلى الله عليه وسلم"
" وأخذني الملاك بيده اليمنى وأجلسني على الجناح الأيمن لليمامة الإلهية، العابرة للسماوات، وجلس هو على جناحها الأيسر ... الفصل 15.
قال الملك: سوف أشرح لك ما سيكون في نهاية الأيام.
يقول إبراهيم ورأيت هناك وثناً كالذي يصنعه النجارون، مثل الذي كان يصنعه أبي، وقد صنع من النحاس المتألق، أمامه رجل يتعبده وكان هناك مذبحاً أمام الصنم وقد ذبح أمامه أطفالاً. وسألت الملك: ما هذا الوثن، وما هذا المذبح؟ من المضحى بالقربان – ومن المضحى به؟
أو ما هذا المعبد البارع الذي يشبه في فنه وجماله ذلك المعبد تحت عرش الله البيت المعمور؟ .. وقال الرب لإبراهيم لأن أناساً يخرجون من نسلك سوف يغضبونني. فصل 25 ..
ورأيت جمعاً من الوثنيين يأسرون الرجال والنساء والأطفال .. وقد ذبحوا بعضهم وأبقوا على الآخرين معهم .. وقد أحرقوا المعبد ونهبوا متعلقاته المقدسة.
قلت يا رب: الشعب الذي خرج من نسلى نهب من شعوب المشركين يقتلون بعضهم ويجعلون الآخرين أغراباً.
وقال لي الرب: أنصت يا إبراهيم كل ما رأيته سوف يحدث بسبب نسلك الذي سوف يستمر في إغضابي بسبب الحسد الذي رأيت والقتل الذي كان أمام أصنام في معبد الغبرة فصل 27 والساعة من الزمان سوف تساوى مائة عام .. فصل 28 ..
وقلت: يا رب إلى متى سوف يستمر هذا ؟ وقال الرب: لقد قضيت بإبقاء اثني عشر مدة من أزمنة العقوق بين المشركين وبين نسلك والذي رأيت سوف يستمر إلى نهاية الوقت.. ثم رأيت رجلاً يخرج من وسط المشركين. من ناحية الوثنيين رأيت جمعاً كبيراً من الرجال والنساء والأطفال، وجمعاً كبيراً، يعبدونني يعبدون الله ... وقلت: يا رب من هذا الرجل الذي أهين وضرب من الوثنيين؟ وأجاب الرب: يا إبراهيم، الرجل الذي رأيته يهان ويضرب ثميبجل هو الذي سيريح الشعب من الوثنيين الذين يولدون من صلبك في الأيام الأخيرة، في الساعة الثانية عشرة من العقوق، في الفترة الثانية عشر من زمن التحقيق عندي، سوف أقيم هذا الرجل من نسلك، كثير من الوثنيين سوف يثقون فيه. وأولئك الذين من صلبك.. سوف يهينونه، وبعضهم يضربونه، وبعضهم يعظمونه. كثيرون منهم سوف يأثمون بسببه.
انه هو الذي سوف يختبر نسلك الذين بجلوه في الساعة الثانية عشرة من إنفاذ الوعد. الفصل 29 ... وعندها سأنفخ من أعلى السماء البوق وأرسل مصطفاي الذي سيكون ثمة فيه مقدار من كل قدرتي. وسيدعو هذا الأخير شعبي المضطهد من الوثنيين وسأحرق بالنار الذي يكونون قد اضطهدوهم وساروا عليهم خلال الدهر. وسأسلم الذين يكونون قد غطوني بالشتائم إلى عقاب الدهر الآتي. لأنني خصصتهم ليكونوا طعاماً لنار الجحيم .." فصل 31.
هذه ترجمة بمجهود شخصي من النص السابق مدعومة بترجمة عربية فريدة – هي الأولى من نوعها – لمخطوطات البحر الميت نقلاً عن نص فرنسي "التوراة: كتابات ما بين العهدين" – دار الطليعة الجديدة – دمشق – ترجمة: موسى ديب خوري.. ذكر معُد هذا الكتاب الفرنسي تعليقاً على هذه الفقرة أن المقطع كله غامض .. لأنه يفترض في الواقع أن الإنسان المعبود المبجل من الجماهير الوثنية، أي يسوع في هذه ا لحالة، هو نفسه وثني الأصل" ص 597 جزء 3.
تعليقنا: مبعث اللبس عند هذا المترجم هو إصراره أن يكون المقصود بالنبوة هو عيسى يسوع وهو بالطبع نشأ وسط موحدين ولم يلتق بالوثنيين. كما أنه أخطأ في فهم نص النبوءة في أن صاحب النبوءة وثني الأصل طالما يخرج من صفوف الوثنيين. وهذا خطأ – المعنى الصحيح أنه يخرج من وسطهم ولا يشترط هذا أن يكون منهم .. ولو أن المترجم تذكر أن "محمداً" هو الوحيد الذي خرج من وسط المشركين وهو من نسل إبراهيم وهو محطم الوثنية الأكبر لزال عنه هذا الغموض وهذا اللبس.